موسم الإمتحانات ليس موسم الحرص على الطلاب في إمتحانتهم فقط .. لأن بعض الآباء يـبالغ في متابعته للامتحان ويفرط في متابعاته الأخرى ..
وهذا الوقت ليس كافيا في لمِّ كُلَّ ما يعالج ما يحصل في هذا الموسم ، ولكن سأكتفي بوضع النقاط على الحروف واللبيب بالإشارة يفهم ..
أولا .. أوصيك أيها الطالب الموفق ، وأنت أيها الأب المبارك ، والمعلم المسدد ، بل هي وصية الله للأولين والآخرين التي أوصانا الله بها في كتابه حيث قال : {ولقد وصينا الذين أوتو الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } فالتقوى هو السر الحقيقي للتفوق والنجاح فالله عزوجل وجل قد تكفل لمن اتقى الله أن ييسر أمره ويفرج همه فقال سبحانه :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} وقال سبحانه :{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً}..
ثانيا..عندما تتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ..
ثالثاً .. أن لا يكون هناك مبالغة من الآباء والمربين والمعلمين في تهويل وتضخيم أمرالامتحانات من أجل تفادي أخطار ذلك على نفسيات الطلاب بل يكون ذلك بأسلوبٍ معتدل حتى نحقق ما نريده من أجيالنا..
رابعاً .. أذكر أساتذتي المعلمين بأنه قبل توزيع الأسئلة أن يخاطبوا الطلاب بلهجة تبعث في نفوسهم التفاؤل والأمل والبعد عن العبارات التي تبعث التشاؤم والإحباط..
خامساً .. نرسخ في قلوب أبناءنا بأن هذه الامتحانات ليست المحطة النهائية ولا الرئيسية في حياة المسلم وأن الخسارة الحقيقية في ترك مرضاة الله والتعرض لسخطه وخسران الآخرة والجنة كما قال سبحانه { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين }..
سادساً .. ليكن لك أيها الوالد المربي جولات متفرقة تمر بها على إبنك وابنتك خلال مذاكراتهم .. فتشد من أزرهم بالكلمات الحانية وبالتلطف معهم والبشاشة تعلو محياك ، مع خلطها بشيء من المزاح والضحك الذي يبعث في قلوبهم الأمن ويخفف عليهم الوطئة ولا تنس عبارات الثناء والتشجيع والتأكيد بأن النجاح حليفهم بإذن الله .
سابعاً .. إياك والقلق أيها الطالب وعدم الثقة بنفسك ولا تجعل لوساوس الشيطان عليك سبيل أو الخواطر السيئة على قلبك مثل التفكير المستمر بالفشل وعدم النجاح ونحو ذلك وليكن التفاؤل حاديك في كل أعمالك ..
ثامناً .. احرص أيها الطالب على النوم مبكراً واعط نفسك قسطاً من الراحة ولو لم تنهي مراجعة المنهج لأن الاستيعاب واستحضار المعلومات متوقف على راحة الدماغ والجسد عموم..
تاسعا .. احذر من مصاحبة البطالين والكسالى واربأ بنفسك عن مجالستهم وخاصة أهل المعاصي والموبقات واعلم أن من أقل أضرار المعصية عدم التوفيق في أمورك كلها ..
لقد هيؤك لأمر لو فطنت له .. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل .
عاشر.. احذر أيها الطالب من الغِش واعلم أنها حيلة العاجزين وطريق الفاشلين وصفة لا تليق بالمؤمنين كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من غشنا فليس منا )..
الحادية عشر .. إذا دخلت صالة الامتحان فأكثر من ذكر الله والتبرؤ من حولك وقوتك ولا تغتر بحافظتك أو جهدك وتوكل على ربك ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، واقرأ الأسئلة بهدوء ودون عجلة ، ولا تفكر فقط بأن تنهي الأسئلة بل عليك بالهدوء والمراجعة فإنها من أهم الأسباب في إتقان الإجابة..
الثانية عشر .. أيها الطالب لا تكن فريسة سهلة لهواة التفحيط ، ولا تركب في سيارة أي مفحط مهما كان الحال .. وأعتقد بأنك شاهدت عبر البلوتوث أو أي وسيلة مرئية قصص الدمار التي أودت بشبابنا نحو الهلاك بسبب التفحيط ..
الثالث عشر .. إن كان لابد من الإفطار بعد الإختبار .. فاختر صاحبا تقيا ومكانا نقيا وإلا فإفطارك في بيتك هو الأفضل والأحسن ،
الرابع عشر .. إن كنت أيها الشاب محط أنظار الشباب ، وتجد المضايقات المتتالية بأي وسيلة ، فاخرج من قاعة إختبارك مباشرة إلى بيتك ولاتركب مع أيَّ أحد ..
الخامس عشر .. ابتعد عن التجمعات الشبابية سواء كان ذلك عند المدرسة أو في ساحات التفحيط أو عند حصول مضاربة أو منازعة ..
السادس عشر .. أن يحافظ الطالب على جميع الصلوات لأن بعض الطلاب يضيع صلاة الظهر أو صلاة العصر بسبب النوم على حساب المذاكرة ..
السابع عشر .. أُحَذِّرَ الطلاب من أخذ الحبوب المنشطة كما يحث عليها دعاة المخدرات بأنها تساعد في حفظ المنهج ، واعلم أيها الطالب أنك إذا أخذت حبة من أجل إختبار أنها بداية فشلك في اختباراتك الأخرى بل الفشل الكلي لا قدر الله ..
الثامن عشر .. أن يتم الإتفاق مع رجال الأمن الأوفياء في الحد من ظاهرة التفحيط وخصوصا الأماكن المعروفة التي تشجع على ذلك..
التاسع عشر .. أن يراقب الآباء أبناءهم وبناتهم أثناء عودتهم من المدارس .. أو يؤجروا عليهم سائقين من أجل حمايتهم من الاختطاف الذي قد يحصل من عديمي الذمة والإيمان .. وما نبهت على ذلك إلا بسبب انتشار هذه الجريمة في امتحانات العام الماضي ..
وبعض الأبناء اختطفوا وصوروا .. من أجل أن لا يبلغوا عنهم ، ومع ذلك يستتر بعض الأبناء من أجل عدم الفضيحة عند أهليهم .. ومع ذلك نبهت من باب.. الوقاية خير من العلاج ..
العشرون .. اعلموا أيها المسلمون أن هذه الفترة القصيرة تفتح آفاق الانحراف على أبناء المسلمين فالله الله في الحرص والتوجيه والمتابعة ..
الواحد والعشرون .. إذا كانت أسئلة الامتحان غائبة عن أذهاننا جميعا .. فهناك اختبار سنختبره جميعا وأسئلته واضحة وأكشف لكم أسئلته الآن : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن علمه ما عمل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم..
الثاني والعشرون .. امتحانات الدنيا يمكن أن تتكرر، يمكن أن يعيد الشخص الدور الثاني، أو يعيد السنة .. يمكن أن يغير المدرسة كلها، يمكن أن يغير الدراسة من باب إلى باب آخر،يمكن أن يشق طريقه بأي وجه من الوجوه، أما إختبار الآخرة إختبار واحد، ليس فيه إعادة.. وليس فيه زيادة ، فلذلك أيضاً يتنبه الإنسان في هذا الباب كثيراً، لأن الله سبحانه وتعالى بين أنه لا عودة إلى الدنيا { قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } .
والله سبحانه وتعالى يقول : { ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون } ، ويقول الله سبحانه وتعالى : { لو أني لي كرة فأكون من المحسنين } .
الثالث والعشرون .. الأخذ بالأسباب فينبغي أن يشمر الطلاب وأن يذاكروا وأن يسترجعوا ما استطاعوا لذلك سبيل..
الرابع والعشرون .. أن يستغل الطلاب عودتهم إلى الله أثناء الإختبارات وأن يستمروا ولا ينقطعوا عن العبادة والرجوع إلى الله أثناء هذه الفترة ..
الخامس والعشرون .. استعن بالله أيها الطالب وتوكل عليه والجأ إليه بالدعاء بطلب التوفيق والعون، فالله تعالى قريب مجيب..
السادس والعشرون .. عدم السهر.. فيخطئ البعض .. فيتصور أن كثرة السهر تعني الجدية في الدراسة، وهذا الأمر ليس على إطلاقه؛ إذ أن الأولى الموازنة بين احتياج الجسم للراحة التي تعين - بعد عون الله - على الاستيعاب وبين احتياج الطالب للوقت الكافي للمذاكرة، والإنسان عموماً أعرف بظروفه الخاصة والمناسبة له، ولكن أؤكد هنا على أهمية أن ينال الجسم حقه الكامل من الراحة، ولعل الفترة التي تعقب صلاة الفجر هي من أثمن الأوقات وأحسنها للمذاكرة، حيث يكون الجسم في أحسن حالاته الاستيعابية، وكذلك الوقت " بورك لأمتي في بكورها"
تمنياتي لجميع الطلاب بالنجاح والله ولي التوفيق[b]